تعد أورام القولون الثالثة انتشاراً بين الأورام في العالم. والثانية في التسبب
بالوفاة بين الرجال والنساء على حد سواء، وتوقعات الاصابة بهذا السرطان في
حياة الإنسان العادي بلغت الـ 6 % وعادة في الأعمار المتقدمة. وتبدأ نسب
الإصابة بالازدياد بعد سن الأربعين وبالأخص بعد الخمسين وتتضاعف الإصابة
بعد كل عقد وتتزايد باطراد بعد ذلك. وعلى الرغم من التقدم العلمي الان
فالحالات المتقدمة عادة يعجز الطب عن مساعدتها. ولذلك فإن العلاج المبكر
ومنع الإصابة هما أساس علاج هذه الحالة المستعصية.
رغم وجود عوامل عدة في التسبب بالسرطان إلا أن أهمها يكمن في التخلص
من اللحميات التي عادة تبدأ صغيرة الحجم ولا تتعدى بضعة مليمترات وتكبر إلى
عدة سنتيمترات بالحجم وعندما تتعدى حد ( 2 - 3 سم) يصبح احتمال تحولها للسرطان عاليا جداً.
ومرور اللحمية بهذه المراحل قد يأخذ من 4-7 سنوات قبل التحول، وخلالها
يحدث خلل بالتركيبة الجينية في اللحمية وتبدأ مراحل تطور السرطان.
وتعد فترة ما قبل التحول هي الفرصة الذهبية لإزالة اللحميات فيها، وقد أدت
عملية الإزالة إلى نزول نسبة السرطان بحوالي 75% في المتابعات للمرضى.
ونود أن نركز على حقيقة مهمة وهي أن مريض اللحميات قد لا يشكو من أية
أعراض تنبهه إلى وجودها وانما تتطور داخل القولون بهدوء تام إلى أن يفاجئ
المريض بأعراض السرطان كنزيف الدم من فتحة الشرج.
وتتم عملية الإزالة بواسطة المنظار السفلي ( تنظير القولون ) بعد سن 45 - 50 سنة سواء اشتكى المريض أم لم يشتك. ومن خلال المنظار تتم عملية إزالة
اللحمية بواسطة القطع بالكهرباء وهى عملية سهلة وغير معقدة، وتتم في
غرفة التنظير تحت منوم بسيط خلالها لا يشعر المريض بأية آلام ويغادر للمنزل بعد الإجراء.
ولما كانت هذه الطريقة في الكشف المبكر ناجحة في منع الإصابة بهذا السرطان
فكثير من الدول الغربية بدأت حث مواطنيها ممن تخطوا سن الخمسين على هذا التنظير.
ويتم هذا الإجراء من منطلق (الوقاية خير من العلاج).
وهناك أسباب أقل أهمية من هذا السبب كالإقلاع عن التدخين، تخفيف الأكل
الدسم، الإكثار من الفاكهة والخضراوات وممارسة الرياضة الحرة في الهواء الطلق، الامتناع عن المشروبات الروحية.